ياسر الفادني يكتب : يا غريب يلا لي بلدك
الجماهير التي تحركت من كل حدب وصوب من كافة أرجاء ولاية الخرطوم صوب مبني بعثة الأمم المتحدة( يونيتامس) والحشود التي خرجت في كل ولايات السودان إلا القليل منها…. كلها توضات بماء الوطنية و صلت لربها ظهرا وغبرت أرجلها من اجل رب ودين ووطن ، مايميز هذه الحشود ليس جلها إسلاميون وليس كلهم هم رموز النظام السابق كما يزعم البعض ، مايميزها أن فيها معظم أطياف المجتمع طرق صوفية وكيانات أهلية وجموع مواطنين يحبون هذا الوطن ويريدون أن يشاركوا في هذه المناسبة الوطنية التي تستحق الإحتفال بها لأنها حققت قيمة عظيمة لهذا الشعب بأن طردت المستعمر وقالت له : يا غريب يلا لي بلدك ، شباب وشيوخ ونساء رأيتهم حتي المعاقين حركيا رايتهم في هذا الحشد الكبير
ما أعجبني في هذا الموكب الترتيب والتنظيم والسلمية التي أصر عليها من نظموا هذا الموكب لا كالمواكب التي تجمع ملوك الشباك وملوك الإشتباك وأصحاب الغنجات والمخمومين والمخمومات وتخرج وينتهى الموكب بفقدان ضحايا…. من قتلهم؟ الشرطة تجتهد في الوصول لمن يفعل هذه الجرائم المنظمة التي سوف نعرفها يوما ما وبداءت سيرتها تنقط بعد القبض علي من قتلوا الفريق بريمة ، هذه المواكب التي لم تخرج إلا للخراب ، الشوارع خربت وصار منظرها لايرقي بسمعة الخرطوم ولاترقي بسماحة ساكنيها ، الممتلكات العامة التي ظلت تطالها يد التخربب والنهب والسلب للمعدات التي بداخلها ، كل هذه الأشياء تدعو للأسف الشديد ويندي لها الجبين حزنا ومحصلة هذه المواكب لاشييء ويخرجون من (المولد بلا حمص) !
رسائل قوية ارسلوها من في موكب الأمس أن الشارع السوداني لا يمثله هؤلاء الذين يخرجون كل يومين هؤلاء ألاف والشعب السوداني يفوق الخمسة وأربعون مليون مواطن ، من خرجوا بالأمس هم السواد الأعظم من الشعب السوداني والرسالة الثانية أن الشعب السوداني يرفض التدخل في شؤون بلاده بأي شكل من الأشكال ويرفض تماما المبادرات التي تاتي (ديلفري) من الخارج والتي يدس فيها السم في الدسم ويرفض تماما فولكر وامثاله والذين يلعقون نعليه القذرتين من عملاء الداخل ، الرسالة الثالثة هي أن الذين احتشدوا بالأمس تواثقوا علي دعم القوات المسلحة ودعم القوات النظامية الأخري والوقوف معها جنبا إلي جنب لأنها تؤمن تماما أن محاولات التفكيك التي بدأها حمدوك وزمرته ولم تنجح ، يؤمنون تماما أن النيل من القوات النظامية تمس سيادة الوطن وتمس أمنه وعزته ويعلمون تماما ويدركون ما حدث للجيش العراقي وتفكيكه وما سبب في خراب لهذا البلد الشقيق الذي ضيعوه أولا بنوه العملاء وضيعوه الدول الخارجية التي لا تريد خيرا له
رسالة أخري ارسلوها من خرجوا بالأمس أن التوافق الشامل الذي ليس فيه إقصاء لأي جهة كانت هي السبيل الوحيد للخروح من هذه الأزمة ورفض أي مبادرة خارجية او داخلية تقصي جهة ما وتستعدي طرف معين ، رسالة أخري ارسلوها هؤلاء أن موكبهم هذا انموذج في المواكب السلمية يجب أن يحتذي به من حيث التحرك ومن حيث التنظيم و توصيل الرسائل عبر الهتافات المنضبطة والهتافات المتعقلة والإنصراف بأمان وضبط وربط و التفرق في مدة وجيزة
موكب الأمس بلا شك أنه أرجف آخرين ….وصدم آخرين وأسكت ألسنة غلف وفتح أذان صماء اصابها البكم و ابصر عيونا وقلوبا عميت بصيرتها فإنها لاتعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور .
التعليقات مغلقة.