إشكالات في المساحة والتوقيت والسماد ستؤثر على الحصاد موسم القمح.. المصائب لا تأتي فُرادى

56

 

لا يحمل الموسم الحالي لزراعة القمح في البلاد، الكثير من البشريات، وسط تكهنات من المختصين بأن يكون من أشد المواسم سوءاً، مقارنة بالمواسم التي سبقته، وذلك لاعتبارات عديدة بعد أن تكالبت عليه المصائب، وجعلت فشله واقعا منتظراً، تأثراً بعدم اكتمال صفقة توريد سماد “داب” السعودي.

البداية بالسماد

بدأت إشكاليات الموسم الحالي من زراعة القمح في بالبلاد، بملف السماد، فقد تمّ الاتفاق مع إحدى الشركات لتوريد سماد “داب” وبالفعل وفّرت الشركة دفعة من 30 ألف طن من السماد المطلوب، وبينما كانت الأمور تمضي على ما يرام، بدأت العقبات تعترض طريق السماد المفضل للمزارعين، سواء عقبات قانونية وأخرى تتعلق بتوفير المال اللازم لإتمام عمليات التوريد من قبل وزارة المالية، لتتعطل الدفع الأخرى من “داب” وينعدم السماد في البلاد، في حين اضطر بعض المزارعين للجوء لخيارات أخرى أقل جودة.

النوع الأجود

السماد السعودي الذي انعدم لاحقا وفقده مزارعو البلاد، يعتبر هو الأجود بين نظرائه، ويحظى بثقة على الصعيد العالمي، وتنتجه شركة سابك التي تعتبر ضمن أفضل خمس شركات في مجالها.

مساحات أقل

المساحات المزروعة بمحصول القمح نفسها شهدت تراجعا كبيرا هذا الموسم لأسباب مختلفة، على رأسها بالطبع انعدام السماد اللازم لإتمام العملية بنجاح، ويمكن للتدليل على ذلك المقارنة بين الموسم الماضي الذي شهد زراعة 907 أل فدان قمح، بينما تراجع الرقم للموسم الحالي ليتوقف عند 650 ألف فدان.

تأخير الزراعة

العوامل المؤثرة على زراعة القمح طالت حتى المواعيد المحددة للعملية، ووفقا لما تمت التوصية به من قبل هيئة البحوث الزراعية فإن الزراعة كان من المفترض أن تتم في موعد أقصاه قبل العاشر من نوفمبر، لكن ما حدث أن ما يفوق 50% من المساحات المزروعة، لم تلتزم بالموعد المضروب.

 

المصائب لا تأتي فُرادى

ما يمكن قوله إجمالا في الموسم الحالي للقمح هو أن مصائبه لم تأتِ فُرادى، وتعددت الأسباب التي مهّدت للفشل المنتظر للموسم، لكنها ترجع في نهاية الأمر إلى العقبات التي اعترضت طريق الشركة الموردة لسماد “داب”، وكان من الممكن بالطبع تجنب هذا السيناريو بالالتزام بالعقد الموقّع مع الشركة.

توقعات الإنتاجية

مهندس زراعي، فضّل حجب اسمه، قطع بأنه يتوقع تراجع إنتاجية القمح هذا الموسم بصورة كبيرة، معتبرا أنه الموسم الأسوأ في السنوات الخمس الأخيرة، وقد برر توقعه بالقول: زراعة القمح تمر بثلاث مراحل أولها قبل الزراعة، وهي التي يجب فيها استخدام سماد داب، وبحسب متابعتي فإن الدفعة الأولى لم تكن فيها مشكلة لكن بعدها حدث عجز مادي من الدولة أدى لعدم اكتمال عملية توريد السماد، وهنا ظهرت أولى الإشكاليات فالجرعة الناقصة من السماد ستنعكس بالسلب على المنتوج وكميته وجودته، وظهرت المعاناة في أكثر من جهة بالبلاد، خاصة الجزيرة وحلفا والنيل الأبيض، وانعدم السماد للمرة الأولى في التاريخ القريب، ولم يعد متوفرا رغم وصول سعره لمبالغ خيالية.
وواصل المهندس الزراعي: كان هناك وعود بحل هذه الإشكاليات لكن هذا لم يحدث حتى موعد دخول الموسم، ولهذا أعتقد أنه سيكون سيئا لا سيما وأن المساحات المزروعة تراجعت بشكل كبير، علاوة على تأخر المزارعين في إتمام العملية في الوقت المناسب.

التعليقات مغلقة.

error: Content is protected !!