دكتور ميادة سوار الدهب تكتب : اتفاق جدة.. قبلة الحياة
وقعت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع برعاية الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية اتفاق لمدة سبعة ايام والذي دخل حيز التنفيذ مساء الاثنين الماضي.
هنالك بعض الملاحظات حول هذا الاتفاق رغم صموده النسبي واختراقاته المتكررة.
اولا… هو اتفاق ( لوقف اطلاق نار)… تحديدا وقف اطلاق نار قصير المدى…
.. هذا الاتفاق ملزم يغير من الوضع القانوني والامني والسياسي… بعكس الاعلان غير ملزم كما في الاتفاقيات الشاملة او الجزئية..
اخلاء المرافق العامة ومراكز الخدمات ومنع قيام الارتكازات وتحريم تفتيش المواطنين .. قضايا الاخفاء القسري والتعذيب .وردت بصورة فضفاضة..لم يتحدث مباشرة عن الرهائن والمخططفيين وكيفية التبادل.. .
لم يحدد كيفية تجميع قوات التمرد ومواقعها وممراتها واستعاض عنها باحتفاظ كلا الطرفين على مواقع سيطرتهما !!!! ..
الاسوا انه تعامل مع الجيش والتمرد كطرفيين متساويين في المسؤلية والجرائم.. فتح باب لاستمرار التفاوض مع التمرد ربما يكون طويل المدى كسابقاته من حركات التمرد ربما ينتهي بفتح الباب نحو القضايا السياسية ويصبح فيما بعد الدعم السريع شريك سياسي مسلح…. .
الهدف الاستراتيجي من اتفاق جدة (فرض الوصايا ) بمزيدا من الضغوطات عبر فزاعة العقوبات تحت بند خرق الهدنة لاستعادة العملية السياسية مع الحلفاء متمثلة في ظهيرها العسكري قوات الدعم السريع .
وفق خارطة طريق ممرحلة تبدأ بإعلان الأغراض الانسانية ثم يتبعه اتفاق وقف إطلاق نار قصير المدى تحت رعاية دولية ومراقبة خارجية
تترتب عليه عقوبات ترسم المسار لطرفي النزاع تمهيدا لوقف اطلاق نار دائم وفق خارطة طريق معده سلفا على ضوء صراع المصالح الدولي .
قبلة الحياة
المتمثلة في بنود الاتفاق تشرعن لقوات الدعم السريع كافة أشكال الإمدادات لتلتقط انفاسها و تستجمع قواتها
بالمقابل تحجم العمليات العسكرية الميدانية للجيش
تحت ذريعة الالتزام بالهدنة لحماية المدنيين مع غض الطرف عن استمرار الانتهاكات المستمرة للمدنيين من احتلال المستشفيات واقتحام للبيوت وسلب ونهب واختطاف
ثم المساواة في ادانة طرفي النزاع لاختراق الهدنة بغض النظر عن شرعية حق الرد للطرف المتضرر
بناءأ على تقرير الميسيرين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية
والأخطر
التشكيك في جاهزية الجيش وقدراته وامكانياته وزعزعة الثقة على دحر التمرد و هدم الروح الحماسية للشعب الملتف حول قواته المسلحة.
وسط تذمر وريبة ومخاوف
للمدنيين .
ختاما
الاتفاق تمهيد لخطوات قادمة قد يفتح الباب على مصراعيه لاحتلال السودان .
التعليقات مغلقة.