تحذير حاسم من البرهان لـلحركة الإسلامية والكيزان
بلهجة حاسمة، حذر رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق عبد الفتاح البرهان أنصار حزب المؤتمر الوطني المنحلّ والحركة الإسلامية، وطالبهم بالابتعاد عن الجيش، مشدداً على أن القوات المسلحة لن تكون مطية لهم من أجل العودة للحكم مجددا. تأتي تصريحات البرهان هذه، والتي أدلى بها أمام حشد من ضباط وجنود الجيش، في مرحلة فاصلة، بحسب مراقبين، إذ أوشكت البلاد على الانهيار الكامل بسبب الخلافات السياسية.
وتتزامن تصريحات البرهان مع تحركات مكثفة تقودها الآلية الثلاثية المكونة من بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال (يونيتامس) والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد، من خلال لقاءات مستمرة مع المكونات السياسية والمدنية، بحثاً عن أرضية مشتركة تجمع الفرقاء حول مائدة حوار تمهد الطريق نحو حكومة مدنية.
تفاهمات
وبالمقابل، تقود أجسام سياسية حواراً غير مباشر مع المكون العسكري، استناداً على مقترح الدستور الانتقالي الذي طرحته نقابة المحامين السودانيين، لا سيما وأن الوثيقة المقترحة ورغم التحفظات التي أبدتها بعض الأطراف عليها تحظى بقبول واسع داخلياً وخارجياً، إذ اتخذتها الآلية الثلاثية قاعدة يمكن الانطلاق من خلالها نحو طاولة الحوار الشامل، وبحسب مصادر تحدثت لـ«البيان» فإن تفاهمات حدثت حول وثيقة الدستور بين المكون العسكري وقوى الحرية والتغيير في العديد من الملفات محل الخلاف.
وعلى الجانب الآخر، قطعت تحذيرات الفريق البرهان حبل الأمل الذي يمسك به تنظيم الإخوان ممثلاً في حزب المؤتمر الوطني المنحل، في العودة لسدة الحكم مجدداً، إذ خصهم برسالة واضحة بأن الثلاثين عاماً كافية ولا عودة لكم من جديد، وهو ما يبعث بإشارة لحفائه في الإقليم، بحسب المحلل السياسي نصر الدين العماس لـ«البيان»، الذي لفت إلى أن البرهان لن يسمح بتمكين جماعة الإخوان مرة أخرى.
تحولات كبيرة
بدوره، قال رئيس تحرير صحيفة الجريدة أشرف عبد العزيز في حديث لـ«البيان»: تشهد الساحة السياسية السودانية تحولات كبيرة، باعتبار أن هناك واقعاً مختلفاً بدأ يتشكل، لا سيما بعد دعوات الآلية الثلاثية بعقد اجتماع لكل المكونات منتصف نوفمبر الجاري، كما أنه أشار إلى تحالفات قوية بدأت في التكوين بضم مكونات سياسية مؤثرة للعملية السياسية الجارية حالياً مثل الحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة الميرغني وحزب المؤتمر الشعبي.
وأضاف: «نتيجة الإرهاق الذي أصاب القوى السياسية ستجلس في الاجتماع المقرر له منتصف الشهر القوى الرئيسية المعنية بالحوار، والذي سيكون مجرد تخريج لما تم التوصل إليه من تفاهمات خلال الأيام الماضية بين قوى الحرية والتغيير والمكون العسكري»
التعليقات مغلقة.