دهر يوسف الشمري يكتب : اغني ارض و افقر شعب
نعم تعيش الأحواز هذه الأيام من أسوء الفقر و الاضطهاد في القرن الثاني و العشرين ، و هناك كم من الاحتجاجات الواسعة و مظاهرات شبهة اليومية و مطالبة بالحرية ، لفك الارتباط الخانق عن الدولة الفارسية المحتلة ، و يجب أن نسلط الضوء على التاريخ من حيث مساحتها 375 الف كيلو متر مربع تحدها فارس و العراق و الخليج العربي ، و اما السكان الاحواز مابين 8 الى 10 ملاين نسمه حسب التقديرات حيث لا توجد احصاءات رسميه و البعض يقول ربما اكثر و من ذالك و من القبايل العربيه ساميه اصيله ، و تضم من الديانات الاسلام وَ الصبه و اليهود و المسيح ، هذه الدوله العربية المحتلة منذ مايقارب القرن والتي همشت و ضيعت قضيتها و تنساها العرب عامًا بعد عام ، و اما عواصمها الاربع حسب التاريخ و هي السوسه و الحويزه و القبان و المحمرة و هي تسمى الأحواز بالجغرافية ، و اليوم تسمى ( خوزستان اهواز) و هو أسم فارسي ، و تاريخ الأحواز من زمن العيلامين و قبل انتصار العرب المسلمين على الفرس في القادسية الاوله بي الاف السنين ، و اقدم القبائل التي كانت تسكنها بني تميم و غيرها من القبائل العرب و هذا من تاريخ الطبري و كثير من المسندات ، و لكن ابرزها الدولة المشعشعية العربية واعترفت بها الدولة الصفوية و الخلافة العثمانية كدولة مستقلة ، إلى أن نشأت الدولة الكعبية في عام 1720 و انتهت 1824 و ثم دولة البو كاسب و حافظت على استقلالها حتى سقوطها على يد الشاة بهلوي ففي عام 1925 م اتفقت بريطانيا مع فارس على إقصاء أَمير الأحواز و ضم الدوله إلى فارس حيث منح البريطانيون الإمارة الغنية بالنفط و الغاز إلى الفرس بعد اعتقال الأمير الشيخ خزغل بن جابر بن مرداو ، وبعد الاحتلال مباشره و بدون تردد أصبحت الأحواز محل نزاع حدودي بين الفرس و العرب و ضاعت الاحواز و بعلم كل العرب ، و اليوم اصبحنا تابعين لفارس و برضات العرب و للاسف ، نعم كنا من اغني الشعوب و اليوم من افقرها من حيث اول اكتشاف النفط في عام 1901 و انتج النفط في عام 1908 و امتدت التبلاين من مدينة مسجد سليمان الى مدينة عبادان الواقعة على شط العرب الذي يصب في الخليج العربي ، و في مطلع القرن العشرين إلى تكالب القوى المتعددة للسيطرة عليها ، و احتلت الاحواز و دخل الجيش الفارسي مدينة المحمرة بتاريخ 4/20/ 1925 و اسقاطها وإسقاط آخر حکامها العرب خزعل بن جابر بن مرداو ، و كان قائد القوات الإيرانية آنذاك فضل الله زاهدي ، و يعد السبب الأقوى لاحتلال الفرس لهذه المنطقة إلتي كونها غنية بالموارد الطبيعية من النفط والغاز و يوجد فيها الأراضي الزراعية الخصبة حيث يصب فيها اربع انهر و أحدهم أكبر أنهار المنطقة وهو نهر كارون ، و الذي يسقي السهول الزراعية الخصبة في منطقة الأحواز هي المنتج الرئيسي لمحاصيل مثل السكر و الذرة في دولة الاحتلال و تساهم الموارد المتواجدة في هذه المنطقة الأحواز العربيه بحوالي 85 بالميه من الناتج القومي لاحتلال ، و للمفارقة العجيبة فالأحواز من أغنى المناطق على وجه الأرض بالثروات الطبيعية الهائلة و يعيش الشعب تحت خط الفقر ، حيث يطبق عليه المثل اغني ارض و افقر شعب.
التعليقات مغلقة.