علي بلدو : هناك 22 مليون مريض بالاكتئاب والقلق النفسي في السودان أكثرهم من النساء

188

نقلاً عن صحيفة الانتباهة

 

من الشخصيات المثيرة للجدل “علي بلدو” استشاري الأمراض النفسية والعصبية أصبح من نجوم الطب في السودان، وهو طبيب نفسي وصحفي وقانوني لديه تجربة في الشعر والغناء والمديح واللحن والاقتصاد والرياضة ولديه مسلسل شهير باسم (بيت الجالوص) أثار الجدل، وستصدر صحيفته قريباً (الميادين لصوت المهمشين) وقد عالج العديد من المرضى وله معهم قصص مثيرة. (الإنتباهة) التقته وحاورته في المساحة التالية:

*ما شاء الله “علي بلدو” سبع صنائع والبخت عامر، كيف استطعت أن تعبر هذه المطبات؟
= الأمر ليس صعباً في المقام الأول توفيق من الله و رضا أمي، وحسن إدارة الوقت والثقة بالنفس والابتعاد عن العادات الضارة و بالتالي فلو تعلقت همة أحدنا بالثريا لنالها وليست سبعا بل ثلاث وعشرون مهنة وهي (طبيب _أستاذ _بروفسير__ضابط _محامي_وكيل نيابة_مستشار قانوني_موثق عقود_ محاضر_ مدرب تنمية بشرية_مدرب فنون قتالية_صحفي_مهندس_لغوي_ اقتصادي_كاتب_شاعر ملحن_مغني_شيخ طريقة صوفية_سياسي_مادح_صيدلي_ مختبرات طبية_شريعة أصول الدين_مصور_قاص _ روائي_ رياضي).

*أنت شخصية مثيرة للجدل والبعض يتهمك بنجر الأخبار ما تعليقك؟
= بالعكس تماماً الناس لا تحب الحقيقة وتنام في عالم الوهم الذي أحاول إيقاظ الجميع منه وأخبارنا موثقة وتؤكدها الجهات الرسمية ذات الاختصاص والسبب في قول ذلك هو الحسد والحقد في نفوس البعض والغيرة المهنية وحالة الفشل والأفكار التي أصابت الكثير من الادعياء.

*من أين تأتي بهذه الإحصاءات هل من جهة رسمية أم ماذا؟
= السودان يعاني من شح في الدراسات والإصدارات الرسمية، يكفي فقط أن لا توجد إحصائية رسمية بعدد السكان والمساكن، ناهيك عن باقي الأمور الأخرى، ولذا نعتمد على فريق بحثي تخصصي لرصد الحالات وعمل النسب، و من كانت لديه إحصائيات اخرى، فليتفضل مشكورا بنشرها، ان كانوا فاعلين.

*البعض يرى أن بلدو مريض نفسي؟
= هذا شيء طبيعي واسمعه كثيراً من مرضاي ومريضاتي، ومن يردد ذلك فلا يمنعنا من التعليق عليه سوى احترام خصوصية المرضى والذين توجد كروت متابعتهم بحوزتي، وأتمنى لهم عاجل الشفاء، وأنصحهم بالمداومة على أخذ العلاج و المتابعة والتوقف عن تعاطي الخمر والمخدرات.

*ربط النفسيات بالشعر هل هناك علامة؟
= ليس هنالك علامة او إشارة، و لكن كأني أتناول الدراما للطب النفسي الذي يقوم بعمل نمط ذهني معين كالنظارات الضخمة والملابس الممزقة وما شابه، مما رسخ لهذا المفهوم غير الصحيح وبالنسبة لي فأنا كنت ذا شعر طويل ومسدل منذ نعومة أظفاري وليس جديدا، ولا مشكلة لدي، حيث سأكون نفس الشخص حتى ولو كان عندي صلعة ناصع لونها تسر الناظرين.

*هل يمكن أن تكون النفسيات سبيلا كي يكون الشخص مبرزاً؟
= قديما قيل المزايا في طي البلايا والمنن في طي المحن وقد يحدث في بعض الأمراض النفسية مثل مرض الاضطراب القطبي الثنائي ان يكون الشخص المريض منتجا، ذكيا، مجتهدا، مثابرا، لماحا، واثقا من نفسه وبالتالي، ناجحاً في حياته ومبرزا و كثير من السلاطين والأباطرة والفنانين والقادة كانوا مصابين بهذا المرض والذي نختصره باسم المنيا، ولعل السودان بحاجة ماسة لزعيم يعاني من المنيا ليتجاوز أزماته.

*علم النفس هل هناك ارتباط بالروحانيات أم أنه علم بحت؟
= دون شك فالإنسان جسد وعقل وروح، ودون تردد فإن الجن والشيطان موجود في ما خلق الله، ولكن لا يمكن أن نعلق كل أمراضنا على تلك الشماعة بل يجب أن نأخذ بالأسباب والعلم والطب، حتى لا نقع ضحية الدجل والشعوذة وخصوصا ان تسعة وتسعين من المرضى النفسيين في السودان يتلقون العلاج على يد الشيوخ.

*مواقف في المهنة؟
= من المواقف التي لا أنساها حالة مريضة أصيبت بمرض ما بعد الولادة وأقدمت على ذبح رضيعها ومن ثم تقطيعه وطبخه مشويا وأكله، و لم يتم اكتشاف ذلك إلا بعد أن قدمت منه طبقا للجيران.

*حالة استعصت على “علي بلدو”؟
= لله الحمد والمنة لا توجد حالات استعصت على العلاج ولكن يمكن أن تأخذ بعض الوقت للتحسن، بل على العكس قد يكون التعافي سريعا ومدهشا للغاية، كحالة فتاة ظلت لا تنطق او تتكلم لمدة سبع سنوات متواصلة وقد تمكنت من استعادة النطق بعد مقابلة واحدة معنا.

*الأمراض النفسية تصيب مداويها؟
= هذا الكلام غير صحيح إطلاقا ويقوله البعض للسخرية والمزاح والتهكم او نتيجة للجهل، فنحن نرى أطباء النسا والتوليد وهم يعملون لسنوات طويلة مع السيدات و لكن لم يعاني اي أحد منهم من آلام الحيض او الوحم او حمى النفاس وكذلك أطباء الأطفال والذين لم نر فيهم من يحمل بالونة او يبكي لأجل الحلوى (لشنو الحقارة دي).

*إحصائية بعدد الذين عالجتهم؟
= إبان عملي في مستشفى امدرمان التعليمي في قسم المخ والأعصاب، ثم مستشفى، الصداقة الصيني بامدرمان، و من ثم مستشفى التيجاني الماحي التعليمي للطب النفسي والعصبي منذ عام ٢٠٠٠ و حتى عام ٢٠١٥م قابلت آلاف المرضى، ولا يزال ذلك متواصلا في عيادتي الخاصة ومركزي في امدرمان بشارع الدكاترة، خلف المستشفى التي أحببتها وعملت بها كثيرا وهي مستشفى امدرمان العريقة و كما قابلت و عالجت الآلاف من المرضى في زياراتي للولايات وحتى خارج السودان، وأحيي من هنا جميع مرضاي وأسرهم .

*مسلسل (بيت الجالوص) هل سيبث قريباً؟
= مسلسلي بيت الجالوص والذي قمت بالتمثيل فيه أيضا، تم بثه في رمضان المنصرم و ذلك بعد إيقافه أيام النظام السابق، بسبب تناوله قضايا الفساد والرشوة وللأسف وفي هذا العهد أيضا تم منعي مسلسلي الخازووق من البث لذات السبب، مما يعني أنها لم تسقط بعد.

*حدثنا عن جريدة (الميادين) وهل ستصدر قريباً؟
= جريدة الميادين هي ذات سمة مميزة ومتفردة وتتناول الواقع بشكل مختلف، وكانت على وشك الصدور ولكن بسبب تداعيات جائحة كورونا والأوضاع الحالية وبجانب مشاكل النشر عموما، فقد تم التريث لحين إشعار آخر وهي صوت للمهمشين والهامش وتتحدث لأجل من لا يستطيعون ان يتحدثوا بأنفسهم، لأجل وطن حر وديمقراطي.

*ماذا عن ارتفاع معدل الإصابة بالنفسيات ؟
= في السودان حالياً 22 مليون مريض ومريضة بالاكتئاب والقلق النفسي وتدخل يومياً 4 آلاف حالة مستشفيات وعيادات الأمراض النفسية والعصبية و65% من مرتادي الفروع الطبية الأخرى يعانون في الواقع من متلازمات ومضاعفات نفسية.

*هل عدد الإصابة بالحالات النفسية للرجال أكثر أم النساء وما السبب؟
= الإصابة لدى السيدات اكثر، ونساء البلاد من أتعس نساء العالمين، وأمام كل رجل مدبرس هنالك ثلاث نساء مدبرسات بجانب ان الأمراض الخاصة بهن لوحدهن مثل مشاكل الدورة الشهرية والحمل والإنجاب وما بعد الولادة والرضاعة، بجانب ما بعد سن اليأس وذهان شهر العسل والمضاعفات النفسية الناجمة عن الختان وتشويه الأعضاء التناسلية للأنثى والناسور البولي وغيرها ونلاحظ ازدياد في حالات ما يسمى، بذهان شهر العسل وهو اضطراب نفسي حاد يأتي في الأيام الأولى للزواج ويتميز بعدم النوم والبكاء ورفض الأكل والصمت او الصراخ، بجانب رفض العلاقة الجنسية والرغبة في إيذاء النفس او الآخرين، و يصيب نحو 2 الى 3 بين كل عشر زيجات.

*ماذا عن الإدمان؟
= هنالك ألف حالة إدمان لمخدر الايس او الكريستال منفرداً في المستشفيات والمراكز الصحية في عموم البلاد ومن الظواهر الخطيرة أيضا، الإدمان الرقمي وإدمان المواقع الإباحية وذات المحتوى الجنسي، مما رفع من وتيرة الاغتصاب والتحرش الجنسي، وكذلك إدمان العادة السرية والعجز الجنسي للرجال، والبرود الجنسي لدى النساء، وارتفاع معدلات الخيانة الزوجية، والعلاقات العاطفية الجنسية عبر الهاتف والأسافير، وهي الخيانة الرقمية والافتراضية والتي لا تقل ضررا عن الخيانة الواقعية او التقليدية.

*ماذا عن اغتصاب الأطفال؟
= هنالك حالة اغتصاب للأطفال في كل ساعة ولكن لا يتم الإعلان عنها خوفاً من الفضيحة والملحقات وطول وبيروقراطية الإجراءات وعدم الوعي في التعامل مع الإثبات والأدلة، بجانب التسويات خارج إطار للقانون وعمل معالجات أسرية واجتماعية وبالتالي فإن ما يصل لمضابط الجهات الرسمية والعدلية، لا يتجاوز 1% فقط من الحالات و ربما أقل.

*مدرسة الرومانسية لماذا أغلقت؟
= تم إغلاق مدرسة الرومانسية بالضبة والمفتاح (لانو ما جايبة حقها) والرجل السوداني لن يصبح رومانسياً حتى تخرج الشمس من المغرب ويلج الجمل في سم الخباط (واحتمال بعد داك ما يكون رومانسي) ونحن نحتاج لثورة في المفاهيم والعقلية وإعادة صياغة للشخصية السودانية وإعادة تعريف الكثير من الأشياء وبناء الأسرة على أسس متينة من المودة والرحمة والحب وقبول الآخر وفن التعامل.

*ما رأيك في الخيانة الزوجية؟
= نتيجة للجفاف العاطفي وحالات التبلد الشعوري والمجاعة الوجدانية التي تضرب بأطنابها في حياة معظم الأزواج، بجانب انعدام الرومانسية وفن التعامل والاحتفاء بالآخر، وكذلك الفضاء المفتوح وعدم القدرة على الإشباع الجسدي والعاطفي وتوتر العلاقات وكثرة المشاكل والنقة والخلافات والنزاعات الأسرية والضغوط الاقتصادية والمعيشية، كل ذلك زاد من معدلات الخيانة الزوجية سواء كانت تقليدية واقعية ام أسفيرية إفتراضية، وترتفع لنسب عالية في الأزواج وأكثر من 72% ممن يخونون زوجاتهم ولو لمرة بصورة او بأخرى، وهذا يهدد استمرار الأسرة ويهدم الكثير جدا من القيم المجتمعية ويلقي بتبعاته على الأطفال والأسرة الممتدة والمجتمع ككل، حيث أن من خان زوجته فكأنما خان الناس جميعا.

تعليق 1
  1. Betmate يقول

    안전보장+다양한플레이 먹튀검증 안전노리터 go

التعليقات مغلقة.

error: Content is protected !!