(قيام دولة للإسلام فريضة شرعية وضرورة انسانية)
كتب : الدكتور محمد عبد الله كوكو
ان قيام المجتمع الإسلامي المنشود شرطه إقامة “حكم إسلامي خالص”، فالمجتمع لا يقوم بلا حكم؛ لأن الحكم فريضة من فرائض الدين، فالدولة المسلمة ضرورة، كما أن الإسلام بحاجة إلى دولة لحماية عقائده، وإقامة الشعائر والعبادات، وغرس الأخلاق والآداب، وتنفيذ التشريعات والقوانين، والجهاد ولكن لا تقوم الدولة بالتمني وانما بالعمل العمل الجاد لهذا فانني ادعو كل التيارات الاسلامية لتوحيد كلمتها وتوحيد صفها للعمل على اقامة دولة تتبنى رسالة الإسلام عقيدة ونظاماً، وحياة وحضارة. وتقيم حياتها كلها: المادية والأدبية، على أساسٍ من هذه الرسالة الشاملة.
هذه الدولة المنشودة ضرورة إسلامية، وهي أيضاً ضرورة إنسانية كما بينا، لأنها ستقدم للبشرية المثل الحيّ، لاجتماع الدين والدنيا، وامتزاج المادة بالروح، والتوفيق بين الرقي الحضاري، والسمو الأخلاقي، وتكون هي اللبنة الأولى لقيام دولة الإسلام الكبرى، التي توحد الأمة المسلمة تحت راية القرآن، وفي ظل خلافة الإسلام، لكن القوى المعادية للإسلام، تبذل جهوداً جبارة مستمرة دون قيام هذه الدولة في أي مكان وفي أي رقعة من الأرض، وإن صغرت مساحتها وقلّ سكانها.
قد يسمح الغربيون بدولة ماركسية، أو دولة شيوعية وقد رايتم كيف تعاونت الدول الغربية وعلى راسها امريكا مع الشيوعيين والبعثيين وكل اهل اليسار للقضاء على الاسلام في السودان ….، وقد يسمح الشيوعيون بدولة لبرالية، ولكن لا هؤلاء ولا أولئك يسمحون بدولة إسلامية تقيم الإسلام شريعة ونظاما للحياة.(فالكفر ملة واحدة) فرغم ما بينهم من خلافات وصراعات الا انهم متفقون على ضرب الاسلام.
ولأجل ذلك لا تكاد هذه القوى الغاشمة تسمع باسم الإسلام في أي مكان إلا وتجد أنهم ينقضون عليه انقضاض الوحش الجائع على الفريسة، والله غالب على أمره، وليس ببعيد عليه جل جلاله أن يرد للمسلمين مجدهم في تكوين دولة إسلامية تحفظ لهم دينهم ودنياهم، وتجعلهم مرة أخرى سادة الأرض، وقادة الإنسانية إلى الخير، وما ذلك على الله بعزيز. …لكن المطلوب منا العمل اما النصر فهو من عند الله.
خبير تربوي
التعليقات مغلقة.