فاطمة مصطفى الدود تكتب  :  جبل مون  الجرح النازف

لا يزال الجرح ينزف والأطفال يبحثون عن آبائهم في الشتاء وامهاتهم يندبون حظهم وافئدتهم تتقطع حسرة وحزنا لفقدها ابنها وزوجها في جبل مون.

الاقدار مكتوبة على أهل دارفور الا يعيشوا البسمة والفرحة وان يكونوا سعداء فالبوس يخيم على تلك الرواكيب.. والحزن والخوف متلازمان هناك.

ان ما حدث في جبل مون يتطلب التحقيق السريع وتقديم كل من تثبت ادانته للمحاكمة حتي يكون عظة لغيرة ولفرض هيبة الدولة ومنع تكرار ما حدث.

ظلت مناطق كثيرة في السودان تشهد مثل ما حدث في جبل مون وهذا يتطلب من الجميع مراجعة النفس والوقوف بصدق لمعرفة المسببات والعمل على معالجتها بروح وطنية خالصة.

فلا يعقل ان نفقد كل يوم روح بشرية جديدة ونيتم اطفالا جدد ونرمل نساء ونشرد كهول وشباب.. لابد من نشر الوعي ونفعل حرمة الدماء ونوقف ما يحدث والالتفات الي توفير التنمية والخدمات للنهوض بالسودان وانسانه.

فالسودان وطن متنوع الثقافات ومتعدد القبائل ويؤمن بدين واحد فقط تفشت فيه روح القبلية والانانية يحتاج منا جميعا لنبذ خطاب الكراهية وقلع قميص العنصرية وان ننشر بيننا ثقافة المحبة وقبول الآخر

يكفي قتل الأرواح.. يكفي زيادة تشريد الأطفال ويكفي هدر الموارد البشرية ويجب أن يتم وضع حد لهذه الانتهاكات التي تحدث وان نجلس لنحاور أنفسنا ومحاسبتها محاكمة قاسية تجنب البلاد ودارفور من الانزلاق في حرب قبلية لا غالب فيها ولا منتصر بل الكل خسرانين والكل يتالمون بما يفقدوه في مثل هذه النزاعات