فاطمة مصطفي الدود تكتب: دس المحافير وإنقلاب المدرعات !!

94

لقد تابعتم بالأمس المحاولة الانقلابية الفاشلة   والتي استطاعت القوات النظامية على إفشالها والقبض على المجموعة المدبرة لها دون أي خسائر،  وهذه محمدة تشكر عليها القوات النظامية في التصدي لها دون ان تراق الدماء ، حيث ان هذه المحاولة لم تكن الأولى فقد تصدت خلال الفترة الماضية  للعديد من المحاولات طيلة عمر الفترة الانتقالية.

  وأعجبتني الصراحة والوضوح الذي تحدث به النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق  أول محمد حمدان دقلو ( حميدتي)   والذي  قالها بوضوح  انه من حق المواطن أن يسأل عن أسباب هذه الانقلابات المتكررة ،  والذي رد باكثر شفافية التي تميز بها والعفوية التي كانت دائما ديدنه وقال نقول :  بشكل واضح وصريح السبب هم السياسيين الذين أعطوا الفرصة لقيام الانقلابات لانهم أهملوا المواطن ومعاشه وخدماته الاساسية وانشغلوا بالصراع على الكراسي وتقسيم المناصب مما خلق حالة من عدم الرضاء وسط المواطنيين .

  حميدتي تحدث  ايضا  بان المواطن الغلبان يعاني يومياً من أجل توفير الطعام والدواء والخبز ومياه الشرب النظيفة والمواصلات دون جدوى ، واشار في حديثه الي ان  بعض من المواطنيين هاجروا الى بلدان أخرى ، وبعضهم أجبرته ظروف الحياة لبيع ممتلكاته حتى أن بعضهم باع انبوبة الغاز من أجل توفير ضروريات الحياة، كل هذا والمواطن صابر يقول (بكرة – غدا ) سيكون أفضل.

  ويؤكد انهم العسكريين منذ اليوم الأول في التغيير لم يبخلوا  بشئ ولم (يدسوا المحافير) مثلما ظل يروج أصحاب الاجندة الخفية ، وانهم سخروا  كل إمكانيات القوات النظامية وعملوا بكل طاقتهم دون كلل أو ملل من أجل مصلحة الشعب الكريم واستقرار البلاد  تنفيذاً للعهد الذي قطعوه  للشعب بالحفاظ على الفترة الانتقالية وتحقيق شعارات الثورة  وصوناً للشراكة التي وقعوا  عليها ،ورغم ذلك الا انهم لم يجدوا  من الذين يصفون أنفسهم بالشركاء إلا الإهانة والشتم ليل نهار لجميع القوات النظامية ـــ  فكيف لاتحدث الانقلابات والقوات النظامية لا تجد الاحترام والتقدير.

  ما حدث والذي يتوقع ان يحدث يدعو الي ضرورة توحيد الجهود السياسية والاجتماعية للمضي بالفترة الانتقالية الى نهاياتها المطلوبة ، حيث ان  القوات النظامية دعمت مبادرة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لتجاوز الأحتقان السياسي الذي تعيشه البلاد ، لكنهم مارسوا الاقصاء حتى على الذين وقعوا معهم الوثيقة الدستورية ، وظلوا كل طرف (يحفر) للطرف الآخر من أجل المناصب والمصالح الحزبية الضيقة.

الشعب السوداني لم يقصر صبر كثيراً على هذا (التهريج والتخبط) وكذلك المجتمع الدولي ظل يقدم الدعم والنصح بأستمرار من أجل انجاح الفترة الانتقالية ( دول الاتحاد الأوربي ، ودول الترويكا، والخليج، والجوار العربي والافريقي، والاصدقاء في اسيا وأمريكا ) كل هولاء ظلوا يدعمون نشكرهم على مساندتهم ونطلب منهم المزيد عوناً لشعبنا.

  واستوقفتني نقطة مهمة  في حديث القائد حميدتي  الذي قال بشفافية انه لا مخرج لهذه البلاد من أزمتها الا بتوحيد الكلمة والعمل بروح وطنية خالصة دون أجندة أو محالات الاقصاء ،  ويضيف انه يجب علينا أن نتواثق على برنامج وطني يخرج شعبنا من أزمته السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، يجب أن نترك أساليب التخوين والاستهداف لمؤسساتنا الوطنية التي تحافظ على أمن واستقرار هذه البلاد.

قلناها ونكررها اليوم وغداً اننا  لا نحمل أي مطامع او نسعى لمكاسب شخصية ، نريد لهذا الشعب الكريم أن يعيش بكرامة  . والشفافية التي تميز بها حميدتي نتاج التصريحات الأخيرة التي تسربت في اجتماع مجلس الشركاء حيث تم تسريب الاجتماع من الغرفة المغلقة الي الهواء الطلق الأمر الذي يشير الي الهشاشة في تلك الشراكة والتي تتطلب تقوية روح الثقة وضرورة التفاهم من اجل نجاح الفترة الانتقالية والوصول الي صناديق الاقتراع التي تؤمن الدولة الديمقراطية التي ينشهدها السودان

التعليقات مغلقة.

error: Content is protected !!