الدكتور محمد عبد الله كوكو يكتب : التحدي التاريخي
اننا جميعا (قوى سياسية ومؤسسة عسكرية) سنكون مسئولون امام الله والشعب السوداني ولن يرحمنا التاريخ اذا لم نتدارك الامر وننبذ الخلاف ونسعى للمصالحة الوطنية والوفاق الشامل الذي لا يستثني احدا فالسودان الان يواجه خطر التقسيم والحرب الاهلية والقوى السياسية تتجاذب وتتصارع حول الكراسي غير مدركة لما يواجه البلاد من اخطار ….هذه القوى لم تستفد من اخطاء الماضي ولا زالت تكررها مع سبق الاصرار ….فالمتابع لتاريخ السودان منذ الاستقلال يتابع الدورة التي تمر بها البلاد: حكومة ديمقراطية ثم انقلاب عسكري تعقبه ثورة شعبية. فعوضاً عن تكرار أخطاء الماضي فإن أمام رئيس مجلس السيادة والشعب السوداني خيار وحيد للخروج من هذه الأزمة: توسيع دائرة الحاضنة السياسية وضخ روح جديدة في شرايين الشركاء السياسيين والحكومة، من خلال مصالحة ووفاق وطني، من أجل الاتفاق على برنامج عمل وطني جامع وتحديد آجال واضحة للفترة الانتقالية، تنتهي بانتخابات نزيهة وشفافة. أو الاستعداد لانهيار الدولة وتقسيمها إلى عدة دول، وربما حرب أهلية لا تستثني أحداً.. عرفت عديد البلدان أثناء فترات انتقالها الديمقراطي جهدا لتحقيق مصالحات وطنية من أجل مجاوزة الماضي بمخلفاته الدامية وبما شهده من تجارب مأساوية وانتهاكات لحقوق الإنسان. فالمصالحة الوطنية الشاملة هي إحدى لوازم أي انتقال ديمقراطي سليم من خلال هيئات دستورية بعيدا عن منطق الانتقام والثأر والتشفي. وإذا كانت بعض التجارب قد حققت نجاحات لا يمكن إنكارها فإن دولا أخرى لم تكن محاولاتها للمصالحة الوطنية غير مناسبة لتصفية الحساب مع الخصوم دون مراعاة الشروط والضوابط الضرورية التي تجعلها تحقق أهدافها الكبرى ونعني بها تحقيق مزيد التماسك المجتمعي وبناء دولة الحقوق والحريات خارج كل الحسابات السياسية الضيقة اكرر دعوتي لرئيس مجلس السيادة ولكافة القوى السياسية للعمل من اجل المصالحة والوفاق الوطني واولى الخطوات تبدا بنبذ خطاب الكراهية وعدم الاقصاء فالوطن لجميع السودانيين وليس لطائفة او حزب او جماعة. وكل الناس شركاء فيه وليس من حق احد اي يقصي احدا…ومن تثبت عليه اي تهمة فليقدم للعدالة…..ونحن في اتحاد كيانات الاوسط لدينا مبادرة ورؤية متكاملة للخروج من الازمة ليس هنا مكان تفصيلها وسنعرضها على رئيس مجلس السيادة وكافة القوى السياسية والله من وراء القصد وهو الهادي الى سواء السبيل .
التعليقات مغلقة.