دكتور عبد الناصر سلم يكتب :البرهان ودقلو سيناريوهات المستقبل

76

 

* مدير برنامج شرق افريقيا والسودان وكبير الباحثين فوكس السويد

الإرهاصات التي تدور في مواقع التواصل الاجتماعي بقرب صدام بين الجيش والدعم السريع من جهة والجيش والحركات المسلحة من جهة أخرى تبقى مجرد توقعات بعيدة عن الواقع فحتى اذا كانت هنالك خلافات بين الاجهزة الأمنية مهما كان نوعها لا ترقي لمستوي الصراع المسلح لجهة ان قيادة القوات المسلحة السودانية ممثلة في الفريق عبد الفتاح البرهان وقيادة الدعم السريع برئاسة الفريق محمد حمدان دقلو مدركة تماما لمآلات حدوث نزاع بين هذه القوى المسلحة وما يمكن ان تحدثه من دمار وخراب علي المستوى المادي.
طموح القيادات العسكرية في الجيش والدعم السريع مهما بلغت درجته لن يصل لمستوى الغاية تبرر الوسيلة علي حساب امن المواطن والسودان عموما لان اي اشكالية أمنية سيدفع ثمنها الجميع حكام ومحكومين .
ايضا هذا النزاع اذا تفجر معناه بداية حرب اهلية لن تكون هذه المرة في كردفان او دارفور بل في الخرطوم وكافة المدن التي لم تعرف تجرب الحرب من قبل وهذا طبعا ليس تهديد بل قراءة موضوعية لما يمكن ان يحدث .
القيادة العسكرية التي انحازت للشعب في يوم (١١) ابريل 2019 لو كان احدهم يريد الانفراد بالحكم وإبعاد الآخر لفعل خاصة البرهان الذي يعتبر القائد الأعلى للقوات المسلحة والدعم السريع والتعليمات تصدر منه .
ايضا لابد من التزكير للذين ينادون بدمج الدعم السريع في الجيش نذكرهم بأن قوات الدعم السريع تتبع وفقا للقانون للجيش قوات الدعم السريع قوة منظمة وفق القانون الذي اجازة البرلمان في العام 2017 وفق نص ثابت ومعروف للجميع ان تلك القوات تتبع للقوات المسلحة و تأتمر بأمر القائد الأعلى

ونص القانون أيضا على أن قوات الدعم السريع قوات عسكرية قومية التكوين، تهدف لإعلاء قيم الولاء لله ثم الوطن، وتقوم بدعم ومعاونة القوات المسلحة والقوات النظامية
وكانت «قوات الدعم السريع» قبل صدور القانون وحدة قتالية تابعة لجهاز الأم والمخابرات، بعد تكوينها
ومنذ سنوات أضيفت إلى مهام تلك القوات مهمة الحد من الهجرة غير الشرعية على الحدود السودانية الليبية، وهي حدود تصعب السيطرة عليها، وتستغلها عصابات تهريب المهاجرين لتهريب القادمين من القرن الأفريقي إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، مستغلين عدم الاستقرار في ليبيا ايضا تقوم هذه القوات بمهام كثيرة لايسع المجال لذكرها اجتماعيا وثقافيا ورياضيا في كل مدن السودان.

بالعودة لما يثار في مواقع التواصل اجتماعي نزكر الجميع بأن البرهان فضل العمل مع شريكه في الثورة الفريق دقلو والأخير رفض في البداية الانخراط في حكومة ابنعوف وفضل المكوث في منزله وبعد تنحي ابنعوف جاء دقلو والبرهان سويا للمجلس العسكري الرجلين علي تفاهم ووفاق ساهم هذا التجانس حتي الآن في الاستقرار الأمني الذي تشهده البلاد .
تفكير الرجلين” البرهان ودخلوا” مختلف تماما عن الآخرين بالرغم من صفات الحلم والشجاعة إلا انهما يتمتعان بالحكمة والعقل الراجح وتقف حادثة تمرد كتيبة العمليات بجهاز الأمن في العام قبل الماضي 2020 خير دليل علي ذلك كان يمكن ان تؤدي هذه الشرارة لإشعال الحرب لكنهما تعاملا بعقلية رجال الدول للخروج بأقل خسائر لقوة عسكرية تمردت كان يمكن حسمها وفق القانون لكن كانت الحكمة حاضرة فهي ضالة المؤمن جنبت البلاد والعباد شر مستطير في ذلك اليوم
تجارب وخبرات البرهان وحميدتي العسكرية إبان الحرب وحاليا خلال سنوات الحكومة الإنتقالية تكسبهم خبرات تراكمية يستطيع من خلالها الطرفان قيادة البلد لبر الأمان وصولا لانتخابات حرة ونزيهة

هنالك حملة ممنهجة في وسائل التواصل الاجتماعي لزرع الفتنة بين القوات النظامية ونحن نستغرب لمصلحة من؟ الحرب اذا اشتعلت تقضي علي الاخضر واليابس ولا تفرق بين الصديق والعدو الرصاصة ليست لها أعين لايمكن ان يكون تفكير البعض بهذه السذاجة فاذا كانت هنااك شخص لديه اتهامات للجيش أو الدعم السريع المحاكم موجودة وعشرات الأمثلة يمكن ان نضربها احكام بالسجن صدرت ضد القوات النظامية الإعدام لمنسوبي القوات النظامية وتحديدا الدعم السريع القانون هو وحدة الفيصل في هذا الأمر وسيادة حكم القانون هي أساس الدولة المدنية

ختاما ووفقا لهذه المعطيات من المستحيل أن يحدث صراع بين الجيش والدعم السريع خطاب الكراهية يجب ان يتوقف في هذه البلاد علي الجميع أن يتعلم أن السياسة لعبة المتغيرات الم يرفع الثوار في محيط القيادة العامة صور قائد الدعم السريع ويهتفوا بأسمه وكذلك قيادات الحرية والتغيير تحالفت مع المكون العسكري من قبل والآن حدثت المفاصلة بقرارات “25” اكتوبر ويمكن ان تتغير المعادلة في اي وقت ويعود التحالف من جديد كل شي وارد في السياسة

التعليقات مغلقة.

error: Content is protected !!