“قُمْ لِلْمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلَا.. كَادَ الْمُعَلِّمُ أَنْ يَكُونَ رَسُولَا”..

“أَعَلِمْتَ أَشْرَفَ أَوْ أَجَلَّ مِنَ الَّذِي.. يَبْنِي وَيُنشِئُ أَنفُسًا وَعُقُولَا”

أبيات شعر نرددها دائمًا لأمير الشعراء أحمد شوقي، قالها مدحًا واحترامًا وتقديرًا للمعلمين ولدورهم في التربية والتنشئة، لكن القدر لم يمهل شوقي ليرى ما حدث لإحدى المعلمات في مصر فلربما كان له رأي آخر وأبيات أخرى.

الاعتداء على معلمة في مصر

ففي واقعة غريبة، خرجت إحدى المعلمات في محافظة الدقهلية – شمال العاصمة – في حماية الشرطة بعد تجمهر حشود من الأهالي أمام المدرسة ومحاولاتهم الاعتداء عليها لمنعها الغش الجماعي لأبنائهم داخل إحدى لجان الامتحانات الشهادة الإعدادية.

وتداول مغردون فيديو لتفاصيل الواقعة، حيث تجمهر عدد من أهالي طلاب مدرسة محمد الشقري الابتدائية بالسنبلاوين في محافظة الدقهلية أمام المبنى لمحاولة الاعتداء بالضرب على المعلمة وداد حمدي، لرفضها محاولات تدخلهم والسماح بالغش الجماعي لأبنائهم الذين كانوا يؤدون امتحانات نصف العام الدراسي.

تهديدات أولياء الأمور

وفي تعليقها على هذه الأحداث قالت المعلمة وداد حمدي، صاحبة الواقعة، أنها تلقت تهديدات من أولياء الأمور بسبب رفضها الغش بلجان الامتحانات، مشيرة إلى أن الأهالي كانوا يحاولون تغشيش أولادهم من خارج اللجنة، وتمكنت من منعهم ثم اتصلت بقوات الأمن للتدخل وحمايتها حتى الخروج من المدرسة.

وأضافت وداد حمدي، أن قوات الأمن أرسلت تعزيزات إضافية بعد تزايد أعداد المتجمهرين ومحاولتهم اقتحام المدرسة والاعتداء عليها، لتأتي الشرطة وتنقذها من بين أيديهم.

وأشارت إلى أنها تقدمت ببلاغ ضد المعتدين عليها، خاصة بعد علمها أنهم اعتادوا على تسهيل الغش لأبنائهم، لافتة إلى أن نائب وزير التعليم رضا حجازي تواصل معها بعد الأزمة وقدم لها الشكر.

من جهتها تمكنت قوات أمن الدقهلية من إلقاء القبض على ستة من الأهالي المتورطين في واقعة محاولة التعدي على المعلمة.

أرضيت الله أولًا

وقالت وداد حمدي، في تصريحات صحفية، إن الأمور مرت على خير، مشيرة إلى أنها أرضت ربنا وحاربت الغش بقدر الإمكان وقدر المستطاع، ومن أعانها على ذلك مدير عام الإدارة التعليمية بالسنبلاوين ومأمور مركز السنبلاوين وأمين شرطة احتوى الأهالي خلال الهجوم على المدرسة وقت الامتحانات.