لصوص يسرقون بنكاً إماراتياً بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي
رصد سودانية 24
كشف تقرير جديد لمجلة Forbes أن عملية سرقة تعرض لها أحد البنوك الإماراتية بداية العام الماضي أفضت إلى سرقة نحو 35 مليون دولار، استخدمت فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي للحصول على محاكاة صوتية لصوت أحد العملاء، واستعان فيها اللصوص بتقنيات “التزييف العميق” لخداع موظف في البنك حتى يعتقد أنه كان يسلم النقود في معاملة تجارية عادية مرتبطة بالبنك.
موقع Gizmodo الأمريكي نقل عن المجلة الأمريكية الرواية التي وردت في إحدى وثائق القضية، وكُشف عنها مؤخراً، تقول إن الواقعة حدثت في يناير/كانون الثاني من العام الماضي، عندما تلقى مدير فرع البنك، الذي لم يُكشف عن هويته، مكالمةً هاتفية بدت عادية، وادَّعى فيها المتصل أنه مدير شركة كبيرة سبقَ أن تحدث مدير البنك معه في مناسبات أخرى، وبدا الصوتان متماثلين تماماً.
هذا التماثل في الصوت، إلى جانب ما يبدو أنه رسائل بريد إلكتروني من الشركة ومحاميها، كان كافياً لإقناع مدير البنك بأن الشركة كانت بصدد الدخول في صفقة تجارية كبيرة بقيمة 35 مليون دولار.
ومن ثم، استجاب المدير لأوامر المتصل وبدأ في إجراء عدد من التحويلات المالية الكبيرة من الشركة إلى حسابات جديدة. لكن لسوء حظ مدير البنك، تبين أنها كانت عملية احتيال معقدة.
إذ كشف المحققون في دبي أن المحتالين “استخدموا تقنية (الصوت العميق) لمحاكاة صوت مدير الشركة” وتعتقد السلطات أن المخطط شمل نحو 17 شخصاً مختلفاً وأن الأموال النقدية المسروقة حُوِّلت إلى عدد من الحسابات المصرفية المنتشرة في جميع أنحاء العالم.
فيما كان اثنان من هذه الحسابات تابعين لأحد فروع بنك “سينتنيال” Centennial في الولايات المتحدة، وتلقيا 400 ألف دولار، وهذا هو السبب وراء وصول القضية الآن إلى المحاكم الأمريكية. وقد تواصل المحققون الإماراتيون في القضية مع مسؤولين أمريكيين لمساعدتهم في التحقيقات.
رغم غرابة الحادثة، فإن هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها شيء كهذا، ففي عام 2019، واجهت إحدى شركات الطاقة في المملكة المتحدة عملية احتيال شبيهة، حيث تمكن المحتالون من سرقة 220 ألف يورو (نحو 243 ألف دولار أمريكي) عن طريق انتحال شخصية الرئيس التنفيذي للشركة. ووفقاً لأشخاص معنيين بمراقبة سوق الذكاء الاصطناعي، فمن غير المرجح أن تكون هذه هي المرة الأخيرة أيضاً.
من جانبه، قال جيك مور، خبير الأمن السيبراني في شركة ESET المتخصصة في هذا المجال، لمجلة Forbes: “تمثل تقنيات التزييف السمعي والبصري العميقة تطوراً مدهشاً للتكنولوجيا في القرن الحادي والعشرين، لكنها من المحتمل أيضاً أن تنطوي على مخاطر لا يُمكن تصورها وأن تشكِّل تهديداً كبيراً للبيانات والمال والأعمال التجارية”. وأضاف مور: “نحن حالياً في مرحلة تعمل فيها جهات فاعلة خبيثة على تحويل كل الخبرات والموارد المتاحة، واستخدام أحدث التقنيات للتلاعب بأشخاصٍ يجهلون بسذاجة خطورة عوالم التكنولوجيا المزيفة العميقة، أو حتى وجودها من الأصل”.
من الواضح أن تقنيات التزييف العميقة ارتفع مستوى جودتها إلى حدٍّ مخيف مؤخراً، وما عليك سوى الاطلاع على مقاطع الفيديو التي تحاكي الممثل الأمريكي الشهير توم كروز.
يقول بعض الناس بضرورة فرض قوانين جديدة على هذه التقنيات لأنها باتت تخلق مشكلات أكثر من حلول، في حين يجادل آخرون بأن القوانين من هذا النوع قد تنتهك حرية التعبير والإبداع. في كلتا الحالتين، يبدو أننا علينا حسم الأمر في أسرع وقت ممكن، قبل أن تصبح عمليات سرقة البنوك المزيفة بملايين الدولارات أمراً طبيعياً
التعليقات مغلقة.