فاطمة مصطفى الدود تكتب : حصار الخرطوم
يتم حاليا تداول أخبار غير سارة تتحدث عن زيادات كبيرة في السلع الاستراتيجية وندرة بعضها والبعض الآخر على وشك النفاذ نتيجة لإغلاق الطرق القومية بشرق البلاد وبالتالي توقف انسياب تلك السلع الي الخرطوم.
ووزير المالية جبريل إبراهيم يقر بأن هناك صعوبة في نقل القمح والوقود للخرطوم نتيجة لهذا الإغلاق وجهات أخري تطلق صافرة الإنذار بأن مخزونها من السلع على وشك ويكفي ايام معدودة مما يؤشر بأن الخرطوم أصبحت محاصرة من الناحية الشرقية حيث يوجد الميناء الرئيسي.
والمحزن والمثير للقلق تصريحات مسؤولين في الحكومة بأن الحكومة لا تملك رؤية لحل مشكلة شرق السودان مما فتحت هذه التصريحات النار على المواطن نتيجة لاستغلال ضعاف النفوس لهذا الوضع ومضاعفة أسعار السلع الغذائية مما أثرت سلبا على معيشته واصبح في حالة الهلع والخوف من الغد..
أن استمرار أزمة شرق السودان تفتح المجال لمشكلات أخري غربا وشمالا وجنوبا ووسطا ولكي لا تفتح جبهات أخري ويتم إغلاق مزيد من الطرق لابد من الجلوس مع الأطراف المعنية لإيجاد الحلول الممكنة حيث أن اتفاق جوبا لسلام السودان وضعه بشر ولم يكن منزل فإنه بذات الطريقة التي عدلت بها الوثيقة الدستورية لتستوعب بعض المستجدات فلابد من اتباع ذات النهج في مسارات الاتفاق نفسه حتي لا يحدث كما حدث في الشرق.
التحرك العاجل لفك هذا الحصار أصبح ضرورة وضرورة قصوي لوضع حد للمعاناة وتسهيل انسياب السلع الواردة والسلع الصادرة كما أن على رافضي ومؤيدي مسار الشرق الذي تسبب في هذه الأزمة الجلوس لإيجاد صيغة توافقية بينهما دون اللجوء الي استخدام العنف والعنف المضاد.
وهذه الأزمة اوجبت على الحكومة سن قوانين صارمة للحد من إغلاق الطرق وتتريسها في السودان باعتبار أن الطريق حق عام سواء كان في الخرطوم أو في بورتسودان لأن إغلاق أي طريق ومهما كانت درجة أهميته سيؤثر على المواطن في معيشته وفي صحته وفي الحصول على حقوقه الأساسية من صحة وتعليم وغذاء.
التعليقات مغلقة.