ياسر الفادني يكتب: مطر الحصا عاود هطل !
يبدو أن ما تمناه حميدتي من مطر سوف يحدث في غضون الأيام القادمة ، إنها ستمطر ليس حصا فحسب بل معها ريح صرصر عاتية تقتلع آخرين كريح أهل ثمود ، الوضع السياسي ينذر بذلك ، البينونة الكبرى التي وقعت بين المكون العسكري والمكون المدني في الجهاز التنفيذي لحكومة حمدوك ، ازدادت الشقة فيها وصارت بينها مسافة كبيرة وكل يوم تزداد اتساعا ، المكون العسكري من خلال تصريحات قيادته يسعي لفراق بينه وبين الطرف الآخر (كفراق الطريفي لي جملو ) !، المكون المدني سعي للتصعيد لقلب الطاولة علي العسكر بترتيب الحشود المصنوعة وقطارات الشوق التي ترحل وتجتر الذكري القديمة من عطبرة إلي الخرطوم !، ما يفعلونه الآن هو التزحلق في أرض زلقة وهو صراع في حلبة المصارعة السياسية السودانية فمن يثبت أكتاف الآخر هو الذي يفوز …
التحالف الجديد الذي ظهر علي الساحة السياسية هو نتيجة طبيعية ورد فعل للاستحواذ والتكور علي السلطة وهو نتيجة طبيعة لعدم سماع الرأي الأخر والسير في الطريق الخطا، حمدوك اعترف بفشل الحكومة وأقر بالصراعات التي تحدث هنا وأقر بفوضوية الانتقال ولذا حدث ما حدث!
إذا نظرنا إلي من في هذا التحالف الجديد والعودة إلي المنصة الرئيسية لقوي الحرية والتغيير هم قيادات يشار إليها بالبنان ، مناوي علي قيادة حركة مسلحة وأحد الموقعين علي إتفاقية جوبا وفي الجهاز التنفيذي للحكومة الإنتقالية حاكما لإقليم دارفور ،جبريل إبراهيم وزير المالية وقيادي لا يشق له غبار، اردول من كبار موظفي الدولة وناشط سياسي واحد اعمدة حركة مسلحة أيضا وتطول القائمة وتطول الطرق الصوفية ،القيادات الأهلية إلخ ، كل ما ذكرت هم مكونات مهمة تمثل الطيف السوداني العريض …
بلا شك أن التحالف سوف يربك مربع قوي الحرية الآخر الذي هو الآن في أشد حالات ضعفه ، وربما يسعي لإفشال وخللخلة التحالف الجديد اما عبر الشارع الذي فقده او عبر آليات اخري اكيد سوف يضعون سيناريوهاتها الآن ، الشارع الآن أصبح منقسم وصعب عليهم تنظيمه فالشعارات التي رفعت في الموكب الأخير تباينت فيها التعابير والهتافات ، التحالف الجديد سوف يلقي ترحيب من المكون العسكري وهذا ما يساعده في السير قدما نحو تكوين حكومة جديدة ، المجتمع الدولي يدرك تماما أن الحكومة الحالية فشلت فشلا زريعا لكنه لم يصرح علنا …
العودة إلي المنصة الرئيسية للحرية والتغيير هو طريقة غير مخلة علي حسب ما جاء في الوثيقة الدستورية ولا يخالفها
وهي ضربة معلمين ،التحالف الجديد سوف يلقي قبولا شعبيا كبيرا ويسعد آخرين هم خارج اللعبة لكنه سوف يمطر امطارا غزيرة من حصا علي الذين فشلوا وعلي الذين ظلوا يصفقون لمباراة الفشل
السؤال الذي نطرحه الآن هو إلي متي ستظل هذه الأمطار تهطل حصا؟ من المستفيد ومن هو المتضرر؟ المستفيد بلا شك هم من يحبون السلطة والجلوس علي كراسي الحكم المتضرر هو الشعب السوداني الذي ينظر الي غد مشرق ومستقبل واعد وحياة كريمة ورغد في العيش فلك الله ياشعبي الكريم الطيب ولك الله يا وطني الذي طال نواحك فمتي تكفكف الدموع ؟.
التعليقات مغلقة.