ياسر الفادني يكتب : مناوي….. قول واحد !
ما حدث في ولاية وسط دارفور وفي حاضرتها مدينة زالنجي من إحتجاجات طلابية تطالب بحقوق معينة ، تطورت الاحتجاجات إلي إطلاق زخيرة حية علي المحتجين وأسفر عن ذلك قتلي ومصابين بعضهم يتلقي العلاج بالمدينة وبعضهم أخذ إلي نيالا ، بعدها شهدت المدينة أعمال عنف وزادت وتيرة الإحتجاجات وحوصر مبني أمانة الحكومة من قبل المحتجين وحدث ماحدث !
بلا شك ماحدث بداية غير مشرفة لحاكم هذا الإقليم باعتبار أن منطقة وسط دارفور لم يحدث فيها تفلتات أمنية ظاهرة كماحدث في باقي المناطق الأخري مثل الجنينة ، ولاية وسط.دارفور تعتبر فيها قبائل الفور من أكبر القبائل كثافة والمعروف أن معظم مكونات هذه القبائل ترفض إتفاق سلام جوبا ، وسط دارفور فيها معسكرات نازحين كبيرة جلها من قبائل الفور ،عبد الواحد محمد نور له اليد الطولي في تحريك الوضع السياسي في هذه المعسكرات بل يمتلك وضع الريموت هناك وحتي طلاب جامعة زالنجي تسيطر عليهم حركته ..
الوضع في وسط دارفور يبدو أنه سوف يتصاعد في غضون الأيام القادمة إلا إذا بذلت الحكومة ترتيبات أمنية قوية لكبح جماح هذه الفتنة التي بداءت هناك و التي إن استفحلت لاتبقي ولاتذر ، لا اعتقد علي حسب قراءتي هناك أن مناوي حاكم إقليم دارفور سوف يلقي شعبية كالتي وجدها في الفاشر أو سوف يجدها عندما يزور نيالا ،عندما يتحدث مناوي يجب اولا أن يتحدث عن الملف الامني في دارفور التي عانت ماعانت طوال عقود خلت من الإحتراب والاقتتال القبلي الذي لازال يكشر عن انيابه كل حين ، حسم التفلتات الأمنية في هذا الاقليم هو الاهم لأن الأمن ياتي بعده التنمية فلا تنمية بلا امن
عبد الواحد محمد نور الذي أظهر منذ البداية معارضته لهذه الحكومة ولم يدخل حتي في مفاوضات السلام التي تمت في جوبا وحتما ماحدث في وسط دارفور بصماته واضحة فيها وسوف تستمر للفت نظر الحكومة المركزية أنه مازال موجود وانه يمكن أن يشكل المشهد هناك علي حسب مايريد يساعده في ذلك قبيلته وبعض القبائل الأخري التي رفضت إتفاقية جوبا
تركة مثقلة وأزمات في هذه الإقليم وجدها وسوف يجدها مناوي حاكم إقليم دارفور ،فإن لم يتعامل مع هذه الازمات بالحكمة والحسم اللازمين يفشل في مهمته التي جاء من أجلها حاكما لهذا الاقليم ، يجب علي مناوي أن يفهم أنه حاكما لكل دارفور بمختلف تكويناتها القبلية والعرقية بل ويتفهم ذلك جيدا ،لعل الأيام القادمة حبلي وفيها إمتحانات لحاكم إقليم دارفور الجديد فهل يكتب له النجاح؟ أم يكون في عداد الراسبين ؟.
التعليقات مغلقة.