امل ابو القاسم تكتب: كالعهد به لم يتأخر الجهاز.. شكرا لكم جميعا

95

نفرة كبرى لمقابلة خطاب الكراهية ونبذ القبلية والجهوية والدعوة للتعايش السلمي تقوم بها عدد من الجهات هذه الفترة، وذلك لما يعترى الساحة الآن من صراعات قبلية لم تستثنى حتي الولاية الشمالية التي لم يعرف عنها الصراعات المفضية للاقتال والتشرذم اللهم إلا في نطاق ضيق لا يرقى لتدخل أمني كثيف، ولعل هذا مؤشر سيئ لتفكيك بنية مجتمع السودان عموم الذي لم يعهد هكذا تجاذبات وبهذا المستوى الذي كادت ان تفقد فيه السيطرة.
صحيح ان الإقتتال والحروب سمة من سمات المجتمعات، وصحيح ان السودان شهد بمثلها في فترات سابقة ما ادي لسقوط آلاف القتلى سيما إقليم دارفور، وجنوب النيل الأزرق، وغيرهما لكنها لم تكن بهذا المستوى العنيف، كما لم تكن في فترات متقاربة كما الآن حيث انه وكلما انطفأت جذوة شرارة في مكان ما من ذات المنطقة تأججت أخرى مجددا بعيد مدة قليلة.
يعتقد الكثيرون ان هذه الصراعات محض مشاكل قبلية تنشب بسبب المرعي والحواكير، ربما هو كذلك فعلا لكن ثمة ايادي تستغل هذا الخلاف فتذكيه بحديث الفتنة و َتغذيه بخطاب الكراهية وتتخذ من متعرجاته ممرا للنعرات والقبلية، وما دافع هؤلاء سوى اجندات مختلفة تدفع بها التوجهات السياسية والحزبية ومن ثم القبلية.
لذلك وحيث ان السودان ومع كل ذلك عرف بالتكاتف والترابط، يجمع بين أهله وشائج الدم، والمصاهرة والإخوة، وحيث ان هذه الصراعات زادت وتيرتها حد انها باتت مزعجة ومقلقة للحكومة والمجتمع الدولي فقد تبارت عدد من الجهات ذات الصلة في الطرق على هذه القضية الهامة بترقية الحس الوطني وتوعية المجتمعات عبر آليات واذرع عدة من بينها الإعلام الذي يعول عليه في محاربة خطاب الكراهية والتطرف بأنواعه كونه يتحكم في توجيه المجتمع بشكل أو بآخر، وهذا ما قيل به في عدد من الورش آخرها تلكم التي جرت قبيل يومين في الأكاديمية العليا لجهاز المخابرات العامة بضاحية سوبا بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الانمائي تحت عنوان “نحو رؤية وطنية للتصدي ومكافحة خطاب الكراهية”.
وهكذا هو الجهاز الذي ظل في الآونة الأخيرة يقدم كل ما من شأنه دعم الحكومة الانتقالية غير آبه بما يقال عنه ويحاك ضده فقط يعمل ما يمليه عليه واجبه الوطني نحو الوطن ومواطنه، وعليه فقد كان له سبق المشاركة في الطرق على هذه القضية الهامة إسوة ببقية المعنيين، كيف لا وهو لديه دائرة كاملة معنية بقضايا التطرف والإرهاب تنؤ دفاترها بقضايا شرسة ومهددة للأمن والسلم الإجتماعي تمكن من معالجتها بسرية وحنكة تنم عن مقدرات فائقة للإضطلاع بهكذا قضايا.
ومن باب أهل مكة ادري بشعابها فقد جاءت الورشة ثمينة ودسمة بمحتوى ثر يخدم القضية، وقد كان طاقم الجهاز على أعلى مستوياته حضورا مقدرا تحدث مديره العام الفريق أول ركن جمال عبد المجيد حديث العارفين ببواطن الأمر، مجددا عهده بدعم الفترة الإنتقالية، كما تحدث مدير دائرة الإرهاب والتطرف، وتلاه عدد مقدر من ذوي الصلة بهذا الملف الهام، السيد وزير الشئون الدينية والأوقاف، ولفيف من موظفي الأمم المتحدة الشريك في تلكم الورشة، فضلا عن متحدثون من عدد من الدول.
قلت ان القضية هامة وحساسة والطرق عليها يحتاج لتأني وبعد نظر وهنا اعني قبيلة الإعلام التي يقع عليها العبء الأكبر في التوجيه وتوعية المجتمعات وتبصبرها، اضافة للطرق الموضوعي.
فشكرا جهاز المخابرات العامة وهذا عهدنا بكم، شكرا طيبة برس وربانها الزعيم محمد لطيف الذي تعكف مؤسسته من أسابيع في الطرق الواسع، شكرا لكل منظمات المجتمع المدني ، وشكرا كثيرا الأمم المتحدة الانمائية التي ترعى هذه المبادرات، مع الأمنيات ان تؤتى جهودكم أكلها، وينعم السودان بالأمن والسلم الاجتماعي.

التعليقات مغلقة.

error: Content is protected !!