ياسر الفادني يكتب : أكفان….. في غرب كردفان !
الخرطوم سودانية 24
لك الله يا بلادي ، الإنسان يموت كما تموت الضأن ، حياة بطعم الدم هنا وهناك ، عندما تندمل جراح إحتراب قبلي في جهة ما وتهدا ….سرعان ما تنفتح (جراحات أخريات) ، إنه الإحتراب القبلي اللعين الذي يبدا بشرارة بسيطة ومحدودة لو وجدت العقلاء والكبار وأهل الحكمة وحكومة قوية لانطفأت في ساعتها لكن…. هيهات هيهات…. العقلاء قد ماتوا….. والكبار قد إندسو ….. والحكومة كل ماتفعله تتفرج في ظل ولاة لا حول لهم ولا قوة ، من قبل كان الإحتراب القبلي يحدث لكن يخلف ضحايا قليلون ، الآن صار الإحتراب القبلي اللعين يخلف العشرات كما حدث في غرب كردفان خلال اليومين الماضيين بين المسيرية والحمر ، بل خلف من قبل المئات كما حدث من قبل في دار( اندوكة) الجنينة، إنها الفتنة ، إنها الحالقة ليست التي تحلق شعر الرأس ولكن تحلق الدين وتحلق الوطن وتقضي علي الحرث والنسل….
الإحتراب القبلي مصيبة كبري حلت علينا وسببها الجهل والتبعية العمياء للقبيلة غير الواعية وغير الرشيدة ، الإحتراب القبلي سببه عدم إحترام الكبار من نظار ورموز مجتمع ، الإحتراب سببه( ركوب الرأس) ولعل هذه الكلمة وغيرها أضاعت الثورة واضاعت البلاد لأن ركوب الراس إن لم يكن فيه التعقل والنظر بحكمة للأمام وتدبر الآتي بعين فاحصة يكن بلا جدوي ويؤدي إلي التهلكة ، الإحتراب القبلي سببه الدولة التي لا تعالج الأمور بحسم وسرعة ولا تسطيع أن تحمي المواطن من خطر قادم ولا تتحسب لذلك ،الإحتراب سببه الجهل بالدين والدنيا ،لعن الله الاحتراب القبلي أينما كان ولعن الله من يزيده نارا …
ما حدث في غرب كردفان وحدث من قبل في نواحي دارفور وبعض الولايات خلف ضحايا كثيرين ليس من منسوبين القبيلتين المتحاربتين فحسب … بل أبرياء من كل القبائل راحوا ضحايا لهذا الصراع اللعين ، الصراع الذي يدور رحاه لا يفرق بين هذا وذاك حتي الحيوان لا يسلم من القتل والحرق وحتي البيوت لا تسلم من الدمار وتشريد ساكنيها ، إذن هي دمار في دمار إن لم تكبح من قبل السلطة وإن لم يتم إصلاح ذات البين تبقي المرارات جاثمة في حلوق ذوي القتلي والضغينة ماكثة في قلوب اليتامي المكلومين و يمكن أن تتقد مرة أخري ويأتي الثار يمشي علي رجلين …
دعوها فإنها نتنة تلك القبلية، لم يضيع الحكم في هذه البلاد الا النظرة الضيقة والمعايير التي يتخذها حكامنا في إختيار العناصر الحاكمة مركزيا وولائيا ، يختارون فلان الفلان لأنه من القبيلة الفلانية ، الخطوات التي تتخذها الحكومة في إدارة هذه الأزمات هي خطوات تشبه حبة (البندول ) التي تسكن الألم فقط لكنها لا تعالجه ، الصراعات القبلية التي تحدث في هذه البلاد في شرقها وغربها لن تموت إن لم ينشر الوعي الكامل لكل مكونات الشعب السوداني أن الإنتماء فقط يكون للوطن والميول للدين وللهوية لا لقبيلة معينة أو جهوية ضيقة
الصراع ينتهي إن حسمت الدولة كل القضايا الخاصة بالأراضي ونزاعاتها بحسم وسرعة وحنكة ، الصراع لا ينتهي إلا ببسط هيبة الدولة بالقانون ويد السلطة القوية و ضرورة اللحاق بالازمة بسرعة عندما تحدث قبل أن تتفاقم ، الإحتراب القبلي يمكن أن ينتهي لو سمع من في القبائل لكبارهم والعاقلين منهم والعلماء ، الإحتراب يمكن أن ينتهي إن تحدثت منابرنا عن التحريم الشديد لقتل النفس بغير حق كما أمرنا به الله سبحانه وتعالي ونهانا عنه الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ، فلك الله يابلادي…. ولك الله ياغرب كردفان….. وربنا يكفيكم شر الحاسدين وشر المتربصين وختوا الكورة واطة وعيشوا في سلام .
التعليقات مغلقة.