سهير عبدالرحيم تكتب : سيارة لدن… و مفقود الفشقة

190

[email protected]

سألني الإعلامي محمد خليل الشفا بإذاعة بلادي 96.6. FM يوم أمس في مداخلة تلفونية بالفترة المفتوحة، المداخلة خُصِّصت للحديث عن استجابة البرهان لنداء تكريم لدن، سألني هل كنتِ تتوقعين سرعة الاستجابة تلك..؟!

قلت له توقعت الاستجابة، وحين خاطبت الفريق البرهان بضرورة تكريم ابنة مفقود الفشقة، كنت واثقةً من استجابته وذلك لسبب بسيط، وهو أن الفريق البرهان نفسه جندي من جنود القوات المسلحة شارك في مختلف جبهات القتال، ويعلم تماماً ماذا يعني فقدان جندي في خطوط القتال الأمامية.

إنّ تكريم لدن والذي تسابقت إليه عدد من المؤسسات الرسمية والخاصة، يعكس رسالة واحده مفادها أن تكريم لدن هو واجبٌ ودَينٌ في عنق كل سوداني… والد لدن لم يُفقد وهو في طريقه للهروب من الوطن عبر الصحراء أو تاه وهو يبحث عن مستقبل أفضل.

والد لدن فُقد في منطقة عمليات وهو في خطوط القتال الأمامية وهو يحرس ثغورنا ويُدافع عن أرضنا، بل ويساهم في استرداد الفشقة بعد أكثر من ٢٥ عاماً من الاغتصاب.

أبرز اتصال وصلني بخصوص تكريم لدن، كان من إدارة مدارس المجلس الأفريقي للتعليم الخاص والذين تواصلوا معي ومع أسرتها، وأعلنوا تكفُّلهم بالقبول المجاني ومُستلزمات الدراسة والترحيل المجّاني حتى تدخل لدن المرحلة الجامعية.

الأستاذ عبد الله عبد المعروف المدير العام لشركة جياد، أعلن عن تبرعه بدعم مادي ودعم عيني يشمل كل المعدات والأدوات والمستلزمات المكتبية.

اللواء مدثر عبد الرحمن مدير الإدارة العامة للمرور، تكفّل بترخيص وتأمين السيارة إكرامياً.

أيضاً الكوميديان فخري خالد رئيس مجموعة تيراب الكوميديا، أعلن عن يوم ترفيهي وغنائي تشارك فيه مجموعة من نجوم الفن لأجل لدن.

ما ينبغي قوله وللحقيقة والتاريخ، إنّ الدكتور رامي آدم قائد قوات الدعم السريع بالبحر الأحمر كان أول من قام بتكريم لدن عبر مبلغ مالي وخروف الأضحية، أعقبه والي البحر الأحمر وقائد فرقة الجيش بالولاية.

إنّ حجم التفاعل والتجاوب الذي وجدته لدن هو توقيع وإجماع وطني على مجهودها ومُثابرتها… وتحية عسكرية لوالدها (مفقود الفشقة).

يوم أمس وخلال استلام لدن بالقيادة العامة للسيارة الهدية المقدمة من الفريق أول ركن البرهان رئيس مجلس السيادة، التفتت والدتها السيدة رفيدة نحوي وشكرتني قائلةً: “كيف نشكركِ يا أستاذة”…؟؟

قلت لها الشكر لوالد لدن الذي كرّم ابنته بالتضحية والفداء قبل أن نُكرِّمها نحن… والتقدير لك على الجهد الكبير لتهيئة أجواء الاستذكار والتحصيل لابنتك، وجميل الود للنابغة لدن التي وعدت والدها بالدرجات العليا وأوفت بوعدها.

التقدير والعرفان كذلك لأهالي بورتسودان وللجيران بحي سلبونا ولأهالي تنقسي الجزيرة ولخالها رفعت، على الدعم والمُؤازرة، وتحية إجلال وتقدير للأساتذة والمعلمين بمدرستها حمزة الفاضلابي الحكومية ببورتسودان.

خارج السور:
تفقّدوا أبناء وبنات وأسر مفقودي وشهداء وجرحى القوات المسلحة حولكم… فتقديم العون لهم دَينٌ في رقابنا وليس مِنّة.

  • نقلاً عن الانتباهة*

التعليقات مغلقة.

error: Content is protected !!